6الحكم لله تعالى ولمن نصّبه وليّاً على العباد.
ولا شكّ في أنّ أهمّ ما يتمخّض عن هذه المناسك العباديّة، هوطرد المستكبرين والطواغيت من البلاد وتطهيرها من دنسهم، وذلك ما أكّد عليه جلّ شأنه في كتابه الكريم عندما أمرنا بوجوب البراءة من المشركين، ولا سيّما عند شدّ الرحال إلى حجّ بيته الحرام، وهوفي حقيقته تأكيدٌ على أصلٍ أساسيٍّ في ديننا الحنيف وبراءةٌ من أعداء الله تعالى. 1
فهذا الجانب السياسيّ الثوريّ في حجّ بيت الله الحرام قد طُبّق في عهد رسول الله(ص) بحزمٍ وإرادةٍ راسخةٍ، كذلك أكّد عليه ربّ العزّة والجلال في القرآن الكريم بأُسلوبٍ مختلفٍ. 2ولكن للأسف الشديد، فإنّ هذه العبادة المقدّسة بمرور الزمان قد انحصرت أحكامها على المسائل الفقهيّة وابتعدت عن أهداف الحجّ الإبراهيميّ الذي يتجسّد في تحطيم أوثان الش-رك وكس-ر شوكته. فإبراهيم الخليل(ع) رجلٌ عظيمٌ مدحه الله تعالى في كتابه الكريم وأكّد على صموده أمام الطغاة وتحدّيه لهم بتحطيم أوثانهم دون أن تأخذه لومة لائمٍ.
ولا ريب في أنّ انتصار الثورة الإسلاميّة في إيران قد أحدث انقلاباً عظيماً على الساحة الدوليّة برمّتها وأحيا هذه العبادة العظيمة وأعادها إلى سبيلها الصحيح الذي يجب أن تسلكه في المجتمع، ودون شكّ فإنّ الإمام الخميني(قدسسره) هوالذي أحيا الفكر الدينيّ لدى المسلمين من جديدٍ. فمن خلال