18وقد بيَّنت الآيات سرّ الحِيطة والحذر من أعداء الله والكفّار، حيث تشير إلى أنَّ هؤلاء الكفّار والمشركين لا يقنعون إلّا بخروج المؤمنين من إيمانهم ومعتقدهم، وأنَّ السعي وراء مودَّتهم لا يُجدي نفعاً، وأنَّهم لا ينصرفون عن عدائهم إزاء المسلمين. وهذا واقع جرَّبناه مراراً في حياتنا، حيث رسخ إيماننا بأحقّية هذه الآيات.
قال الإمام الخميني(قدسسره)، وبعد مُضي عقد من تأسيس الجمهورية الإسلامية ووقوفها أمام المؤامرات الخطيرة، وفي مَعرض ردّه على السُذَّج المطالبين بكسب ودّ وثقة الأعداء، قال: «إلى متى وإلى أين يطيقنا الأعداء؟! ولأيَّ مدى يؤيّدون استقلالنا وحريتنا؟! إنَّهم لا يعرفون حدّاً إلّا أن نعدل عن كافّة سمات هويتنا وقِيمنا الروحية والإلهية، وكما قال القرآن: [ (لَنْ تَرْضىٰ عَنْكَ الْيَهُودُ وَ لاَ النَّصٰارىٰ حَتّٰى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ) ]». 1 وفي مقامٍ آخر يخاطب الشعب والمسؤولين منادياً، فيقول:
«فليعلم مسؤولوا النظام والشعب الإيراني، أنَّ الغرب والشرق لا ينصرفون عن جهودهم حتّى ينتزعوا عنكم، بزعمهم الباطل، هويّتكم الإسلامية. فلا تفرحوا بالعلاقة معهم، ولا تحزنوا عند قطعها. حدّقوا بوعيٍ وبصيرة بعيون الأعداء، ولا تريحوهم بالاً، فإن تتركوهم، لن يتركوكم للحظة» . 2
كما يصف العلّامة الطباطبايي، عند تفسيره الآيات التي تخصّ الموضوع، العلاقة بين المؤمنين والكافرين بأنَّها توجب
(فساد خواص الإيمان وآثاره، ثُمَّ فساد أصله) . 3