12 (لسان العرب) ثلاثة معان للبراءة، فيقول: «بَرِئ: إذا تخلّص، وبرئ: إذا تَنَ-زَّه وتباعد، وبرئ: إذا أعذر وأنذر، ومنه قوله تعالى: (بَرٰاءَةٌ مِنَ اللّٰهِ وَ رَسُولِهِ ) أي: إعذار وإنذار المشركين. 1
ويبدوأنّ المعنيَين الأوَّلَين من المعاني الثلاثة المذكورة قريبان من بعضهما، كما جمع بينهما أقرب الموارد، ويمكن إلحاق المعنى الثالث بهما؛ لأنّ الإبعاد والنفي إنّما يأتيان نتيجةً للإعذار والإنذار.
وقد ذكر «البراءة» أمين الإسلام الطبرسي في تفسيره على أنّها
«إنقطاع العصمة ورفع الأمان وخروج عن العهود» ، 2
وعلى أيّ حال، فأنّ المعنى المشهور بين أهل اللغة هوالتباعد والتجنّب، فيقال: ليلة البراء، وهي الليلة الأولى من كلّ شهر حيث يكون القمر بعيداً عن الشمس. بل نفس هذا المعنى قد قبل به المفس-رون في تفسيرهم لآيات البراءة.
ويذهب الشهيد آية الله المطهري، عند شرحه لمعنى البراءة من المش-ركين، إلى أنَّها صورة من صور «اعلان الحياد وعدم الانحياز» 3 من قِبل الله ورسوله [إزاء المشركين]، وهي تناسب المعنى الذي ورد في مجمع البيان. ومن الواضح أنَّ إعلان الحياد وعدم تحمل المسؤولية إنّما يأتي بعد نقض العهد من جانب المشركين، وهذا الموقف - كما سنذكر لاحقاً - لا يختص بالمشركين الذين نقضوا العهود، وإنّما هوواجب المسلمين إزاء الكفّار والمشركين عامّة، باستثناء شَرْذَمَة منهم.