31
تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ . (آل عمران: 59 - 60)
ورغم هذه الإجابة الصريحة لم يقتنع النصارى، فنزلت آية المباهلة. ودعاهم النبيّ إليها بأمر الله تعالى. واتّفق الطرفان أن يحضرا في مكان ما في اليوم التالي، وحضر النبيّ(ص) في ذلك اليوم ومعه علي وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام)، وعندما رأى النصارى النبيّ(ص) ومَن معه، تيقَّنوا الهلاك لو باهلوهم، ولذلك اقترح عليهم كبيرهم أن ينصرفوا عن المباهلة، ورجَّحوا المصالحة مع النبيّ(ص) بإعطاء الجزية.
النكتة المهمّة في قضيّة المباهلة هي أنَّ الإمام عليّاً - طبقاً لآية المباهلة - مصداق لنفس النبيّ(ص)، وأنَّ الحسن والحسين(عليهما السلام) هما مصداق لأبنائه(ص)، ولهذا كان الأئمّة(عليهم السلام) في محاجَجاتهم مع مخالفيهم بعد ذلك، يسمُّون أنفسهم أبناء رسول الله(ص)؛ استناداً لآية المباهلة، ويفخرون على الآخرين بذلك.
وقصّة المباهلة بالبيان الذي تقدّم، تعدّ من الحوادثالقطعيّة والمتواترة في تأريخ الإسلام، التي لم يشكّك في أصل وقوعها أحد، ولا ادّعى أحد ادّعاءً آخر بشأن مَن باهل بهم النبيّ(ص).