68قال أبان بن تغلب:
كنت أطوف مع أبي عبدالله عليه السلام ، فعرض لي رجل من أصحابنا كان سألني الذهاب معه في حاجة، فأشار إليّ، فكرهت أن أدع أبا عبدالله وأذهب إليه، فبينا أنا أطوف إذ أشار إليّ أيضاً، فرآه أبوعبدالله، فقال: «يا أبان، إيّاك يريد هذا؟» قلت: «نعم». قال: «فمن هو؟» قلت: «رجل من أصحابنا». قال: «هو على مثل ما أنت عليه». قلت: «نعم». قال: «فاذهب إليه». قلت: «فأقطع الطواف؟!» قال: «نعم». قلت: «وإن كان طواف الفريضة؟!» قال: «نعم». قال: «فاذهب معه». ثمّ دخلت عليه بعد فسألته، فقلت: أخبرني عن حقّ المؤمن على المؤمن. فقال: «يا أبان، دعه لا تردّه». قلت: «بلى جعلت فداك، فلم أزل أردّد عليه». فقال: «يا أبان، تقاسمه شطر مالك»، ثمّ نظر إليّ فرأى ما دخلني. فقال: «يا أبان، أما تعلم أنّ الله عزّوجلّ قد ذكر المؤثرين على أنفسهم؟» قلت: «بلى جعلت فداك». فقال: «أمّا إذا أنت قاسمته فلم تؤثره بعد، إنّما أنت وهو سواء، إنّما تؤثره إذا أنت أعطيته من النصف الآخر». 1
وجاء في حديث آخر، قال فيه أحد أصحاب الإمام الباقر عليه السلام :
قلت لأبي جعفر: «جعلت فداك، إنّ الشيعة عندنا كثير». فقال: «هل يعطف الغنيّ على الفقير؟ وهل يتجاوز المحسن على