47الربذة 1 بأمر من الخليفة الثالث، بادر أميرالمؤمنين عليه السلام إلى مشايعته، كما شيّعه الإمامان الحسن والحسين عليهماالسلام ، وشيّعه عقيل بن أبي طالب، وعبدالله بن جعفر، وعمّار بن ياسر، فقال أميرالمؤمنين عليه السلام :
«ودّعوا أخاكم، فإنّه لابدّ للشاخص أن يمضي، وللمشيّع أن يرجع».
ثمّ قال كلّ واحد من المشيّعين بما في قلبه لأبي ذرّ.
فقال الإمام الحسن عليه السلام :
يا عمّاه، لولا أنّه لا ينبغي للمودّع أن يسكت وللمشيّع أن ينصرف لقصر الكلام وإن طال الأسف، وقد أتى القوم إليك ما ترى، فضع عنك الدنيا بتذكّر فراغها، وشدّة ما اشتدّ منها برجاء ما بعدها، واصبر حتّى تلقى نبيّك (ص) وهو عنك راض.
وقال الإمام الحسين عليه السلام :
«...قد منعك القوم دنياهم، ومنعتهم دينك، فما أغناك عمّا منعوك، وأحوجهم إلى ما منعتهم...».
فبكى أبوذرّ - وكان شيخاً كبيراً - وقال:
«رحمكم الله يا أهل بيت الرحمة، إذا رأيتكم ذكرت بكم رسول الله (ص) ». 2
23 - لزوم تعيين أُجرة المكاري
قال الفيض الكاشاني (ره) في آداب السفر من كتابه المحجّة البيضاء، نقلاً عن الغزالي: