60قال حذيفة رضى الله عنه : وحدّثته : أنّ بينك وبينها باباً مُغلقاً يوشك أن يُكسر .
قال : قال عمر رضى الله عنه : أكسر لا أبا لك ، فلو أنّه فتح لعلّه كان يعاد . قال : لا ، بل يُكسر .
وحدّثته : أنّ ذلك الباب رجل يُقتل أو يموت حديثاً ليس بالأغاليط .
قال أبو خالد : فقلت لسعيد : يا أبا مالك ما «أسود مرباداً»؟
قال : شدة البياض في السواد .
قال قلت : فما «الكوز مجخيّاً»؟ قال : منكوساً 1 .
فقوله : «ليس بالأغاليط» يعني أنّه عن رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم .
والفتن كلّ أمر كشفه الأختبار عن أمر سوء ، وأصله في اللغة الاختبار ، وشُبّهت بموج البحر ؛ لاضطرابها ودفع بعضها ببعض وشدّة عظمها وشيوعها .
وقوله : «تعرض الفتن علىٰ القلوب» أي تلصق بعرض القلوب ؛ أي بجانبها كالحصير تلصق بجنب النائم ، وتؤثر فيه لشدة التصاقها .
و هذا شأن المشبّهة تلصق فتنة التشبيه في قلوبهم وتؤثّر ، وتحسن لعقولهم ذلك حتّىٰ يعتقدوا ذلك ديناً وقرباناً من اللّٰه عزّ وجلّ ، وما يقنع أحدهم حتّىٰ يبقىٰ داعية وحريصاً علىٰ 2 إفتان من يقدر علىٰ إفتانه ، كما هو مشاهد منهم .
وإلىٰ مثل ذلك قوله «أُشرِبها» أي دخلت فيه دخولاً تامّاً وألزمها وحلّت منه محلّ الشراب ومنه قوله تعالىٰ : وَ أُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ 3أيحبّه .