39يعلمه ، و ذلك إنّما يكون في المخلوق ، وأمّا الخالق فلا يليق به ذلك ، فمعناه عظم قدر ذلك الشيء عنده ؛ لأنّ المتعجّب من الشيء يعظم قدره عنده .
فالمعنىٰ في حديث الضيف : عظم قدره وقدر زوجته عنده حتّىٰ نوّه بذكرهما في أعظم كتبه ، وعظم قدر المجيء بهم في السلاسل حتّىٰ أدخلهم الجنّة ، وجعلهم من أوليائه وأنصار دينه .
ومن ذلك حديث : (لَلّهُ أفرح بتوبة عبده) 1 ، ومعناه أرضىٰ بها .
ومنه 2 قوله كُلُّ حِزْبٍ بِمٰا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ 3 ؛ أي راضون ، ونحو ذلك مما هو كثير في القرآن ، وكذا الأحاديث :
ومنها حديث النزول .
وهو في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضى الله عنه أنه صلى الله عليه و آله و سلم قال : (ينزل ربّنا كلّ ليلة الىٰ السماء الدنيا حين يبقىٰ ثُلُث الليل الآخر ؛ يقول : من يدعوني فأستجب له . . . .) الىٰ آخره .
و هذا الحديث رواه عشرون نفساً من الصحابة رضي اللّٰه عنهم .
وقد تقدّم أنّه يستحيل علىٰ اللّٰه - عزّ وجلّ - الحركة والتنقل والتغيّر ، لأنّ ذلك من صفات الحدث ، فمن قال ذلك في حقّه تعالىٰ فقد ألحقه بالمخلوق ، و ذلك كفر صريح لمخالفة القرآن في تنزيهه لنفسه سبحانه وتعالىٰ .
ومن العجب العجيب أن يقرأ أحدهم قوله تعالىٰ : وَ أَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ مع أنّ معدنه في الأرض .
وقوله تعالىٰ : وَ أَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعٰامِ ثَمٰانِيَةَ أَزْوٰاجٍ .