14أنَّ قضيّة الحُكم والحُكّام لا تشغلهم ولا تعنيهم؛ فالإسلام جاء لتقويم الرعيّة والقصاص منها، أمّا الحكّام، فهم في مَعزَل عن التقويم والقصاص.
إنَّ الوهابية منذ أنْ وُجدت وهي تقتصّ من العباد، وتنتقم من المسلمين، وتسلّط سيوفها عليهم، لا على أعداء الله.
وابن باز، كبير فقهاء الوهابية، لم نسمع له من فتوى ضدّ أعداء الإسلام والمسلمين، أو ضدّ آل سعود، وقد تولّى القضاء مدّة أربعة عشر عاماً. فهل اقتصّ يوماً لمظلومٍ من آل سعود، أو أقام الحدّ على أمير من البيت الحاكم؟
لم يحدث شيء من هذا، لا بالأمس ولا اليوم، الذي زادت فيه مُنكرات آلسعود وطغيانهم، وانحرافاتهم التي توجب تصدّي الشرع لهم.
لقد أنشأ الوهابيّون محاكم التمييز لإرهاب الناس في جزيرة العرب، وقطع رقبة كلّ مَن تُسوِّل له نفسه الخروج عن خط الوهابيين.
والعجيب أنَّ آل سعود، بعد أنْ استتبَّ لهم الأمر، واستثمروا الحركة الوهابية من أجل السيادة والسيطرة على الجزيرة العربية، وتسميتها باسم عائلتهم؛ ضربوا الوهابية عرض الحائط، ولم يعد لها أثر في مواقفهم وممارساتهم، حتّى أنَّهم أصبحوا صورة طبق الأصل عن سائر الحكّام العلمانيّين الذين يسيطرون على دول العالم!
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: ما هو موقف ابن باز من