38قولي، ولا تصغي إلى وعظي، بل لك همّة كبيرة في نقض هذه الورقة بمجلدات، وتقطع لي أذناب الكلام، ولا تزال تنتصر حتّى أقول: وألبتّة سكت» 1.
ففي هذا المقطع يطالبه بالتوبة والإنابة والرجوع عن منهج يسوده ويشوبه الخطأ، ثمّ يقول: أنا أعلم أنّك لا تصغي لقولي ووعظي، بل جلّ همّك هو النقض بكلام خال من قبول الحقّ، والأدهى هو أنّك تقطع النصوص وأذناب الكلام، ثمّ يتمنّى الذهبي سكوته خير من كلامه.
وليت هذه النصائح والمواعظ تأخذ طريقها إلى فكر الدكتور القفاري الذي ما فتئ يكفّر المسلمين ويتّهمهم بشتّى أنواع التهم من التبديع والتشريك والتشكيك في عقائد المسلمين، وإلقاء للشبه بلا دليل وبرهان صحيح. وياليته سكت -كما يتمنّى الذهبي لابن تيميّة- لكان أولى.
ابن الجوزي يُضعّف الإمام العسكري(ع)
وقوله: «ومنهم من ضعّفه بعض أهل العلم، وهو الحسن العسكري! ومنهم معدوم ولا وجود له، وهو إمامهم المزعوم منذ سنة (260ه)!».
نقول: الذي ضعّف الإمام العسكري(ع) هو ابن الجوزي في (الموضوعات)، قال: «والحسن بن عليّ صاحب العسكر، هو الحسن بن عليّ بن محمّد بن موسى بن جعفر، أبو محمّد العسكري آخر من تعتقد فيه الشيعة الإمامة... وليس بشيء» 2.
وهذا الذي وصفه الدكتور القفاري أنّه من أهل العلم لم يفسّر لنا ماهيّة هذا التضعيف، ولم نجد أحداً من كبار علماء الطائفة السنّيّة ممّن له الباع الطويل