32وقد دافع ابن حجر في «فتح الباري» بحرارة عن البخاري ليصحّح ما رواه عن ابن حطّان الخارجي الناصبي، قائلاً: «إنّه من المتابعات»، ثمّ قال: «ورأيت بعض الأئمّة يزعم أنّ البخاري إنّما أخرج له ما حمل عنه قبل أن يرى رأي الخوارج، وليس ذلك الاعتذار بقويّ؛ لأنّ يحيى بن أبي كثير إنّما سمع منه باليمامة في حال هروبه من الحجّاج وكان الحجّاج يطلبه ليقتله لرأيه رأى الخوارج وقصّته في ذلك مشهورة» 1.
فهو يعترف بأنّ البخاري أخرج له، ثمّ ردّ من قال بأنّ البخاري خرّج له قبل أن ينتحل رأي الخوارج.
وقال ابن حجر في «النواصب»: «فأكثر من يوصف بالنصب يكون مشهوراً بصدق اللهجة والتمسّك بأُمور الديانة..» 2.
إذن هناك ممّن هو خارجي مبتدع وناصبي، ولكن نجد أنّ كبار أهل السنّة وحفّاظهم قد خرّجوا لهم في كتبهم وصحاحهم، في حين أنّهم يروون في الوقت عينه أنّ الخوارج وغيرهم خارجين ومارقين عن الدين.
فقد أخرج البخاري في «صحيحه» بسنده عن يسير بن عمرو، قال: قلت لسهل بن حنيف: هل سمعت النبيّ يقول في الخوارج شيئاً؟ قال: سمعته يقول - وأهوى بيده قبل العراق -: «يخرج منه قوم يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية» 3.
وأخرج مسلم في صحيحه بسنده عن زيد وهب الجهني: أنّه كان في الجيش الذين كانوا مع عليّ الذين ساروا إلى الخوارج، فقال عليّ(ع): «أيّها الناس، إنّي سمعت رسولالله يقول: يخرج قوم من امّتي يقرأون القرآن ليس قراءتكم إلى