15الأوّل: إنّ هذه الواقعة ليس لها سند، فكيف يمكن الوثوق بحيثيّات هذه الواقعة؟! والدكتور ممّن ينادي ويطالب الشيعة بذكر الأسانيد، وهذا معيب جدّاً أن تذكر واقعة يفنّد بها عقائد الآخرين بلا سند.
فهذا لا يصدر إلاّ ممّن جهل العلم في هذه الصناعة، أو أنّ العصبيّة غلبت عليه فأنسته كيفيّة الاستدلال.
أضف إلى ذلك إنّها وردت في صلة تاريخ الطبري للقرطبي 1، وليس في تاريخ الطبري.
الوجه الثاني: من هو ابن طومار؟ فلابدّ أن نبحث عن ترجمة له لكي نثق بما يقول، فالشيعة لم تذكر ترجمة له، فهو مهمل عندهم.
وأمّا في التراجم السنّيّة فهو مجهول من حيث الوثاقة والضعف، بل نقل بعضهم أنّه من الذين لهم صنعة في الغناء.
قال الصفدي: «أحمد بن عبد الصمد أبو العبّاس المعروف بابن طومار، كان يتولّى النقابة على جميع بني هاشم العبّاسيّين والطالبيّين، جالس الموفّق والمعتضد.. له شعر وعلم بالغناء وصنعة فيه» 2.
إذن فمن كان مجهولاً ومهملاً، وله صنعة في الغناء، كيف نثق بنقله ونجعله حجّة للطعن في عقائد الطوائف الإسلاميّة؟!
الوجه الثالث: ولو سلّمنا - ولا نسلّم قطعاً؛ لعدم وجود السند - بصدق هذه الواقعة، لكن نقول: إنّها لا علاقة لها بالإمام المهدي ولا الإمام الحسن العسكري(عليهما السلام)؛ فليس فيها ذكر للإمام المهدي(عج)، فإنّ هذا الرجل ادّعى أنّه (محمّد بن الحسن بن عليّ بن موسى بن جعفر الرضا(ع))، ونؤكّد كلمة