72يكون قد اجتمع له علم اهل الرأى و علم اهل الحديث، و فرج بين الاتجاهين و خرج من هذا المزيج بمذهب خاص اقامه على قواعد و اسس اصولية و خاصة انه وضع اسس علم الاصول بعد ان رحل ثانية الى مكة. و عرف بين الناس بناصر الحديث و املى في هذه الفترة كتابه المعروف ب «الامّ» و كتابه في الاصول المعروف ب «الرسالة» و في سنة 195 ه رحل الى بغداد فالتفت حوله العلماء، و قدم لهم الادلة على حجية خبر الآحاد.
و في سنة 199 ه، شد الرحال الى مصر و اخذ يلقى دروس الفقه و الحديث و اللغة بمسجد بالقسطاط، و بقي الشافعي بمصر و ثأرفقهه بما شاهد فيها من عادات فكوّن مذهباً جديداً. و مات الشافعي بمصر دفن بها سنة 204 ه.
اعجابه بالامام على عليه السلام
و لقد قال الشافعي من على عليه السلام : «و كان على كرم اللّٰه وجهه قد خصّ بعلم القرآن و الفقه لأن النبى صلى الله عليه و آله دعاه و أمره ان يقضى بين الناس و كانت قضاياه ترفع الى النبى صلى الله عليه و آله فيقضيها».
و قد قيل لاحمد بن حنبل ان يحيى بن معين ينسب الشافعى الى الشيعة، فقال احمد ليحيى بن معين: كيف عرفت ذلك. فقال يحيى: نظرت في تصنيفه في قتال اهل البغى فرأيته قد احتج من اوّله الى آخره بعلى بن ابيطالب فقال احمد متعجباً:
«يا عجباً لك: فان على أول من ابتلى من هذه الامة بقتال اهل البغى».
فخجل ابن معين. 1قال: مناع القطان الاستاذ بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية في الرياض: و يعتقد الشافعي ان الامامة لا بد منها و يعمل تحت ظلها المؤمن و يستمتع فيها الكافر. و يقاتل بها العدو، و تؤمن بها السبل و يؤخذ بها للضعيف من