48على انه من المستحسن الا يقصد بتوحيد المذاهب جعلها مذهباً واحداً، بل يقصد منع التقليد الأعمى و العصبات المذهبية، و السعى للتقريب بين المذاهب المختلفة و بين أتباعها، حتى يحصل الاقتباس المتبادل عند الاقتضاء. 1
1. الفقه الامامى
الفقه الامامى منسوب الى الامام على بن ابيطالب عليه السلام و ساير الائمه الاثنى عشرية التى تتبلور في الامام جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على عليه السلام ، المتوفى 147 ه) و قضى ستة و ستون سنة في الدفاع عن الاسلام و نشر تعاليمه و ظلت تعاليمه اكثر من ثلاثين سنة بعد وفاة ابيه الامام محمد بن على سنة 117 ه، يقول الشهرستانى عن الامام جعفر الصادق عليه السلام : «كان ذا علم عزى فى الدين، و أدب كامل في الحكمة» و كان الامام الصادق عليه السلام على صلة بفقهاء الاسلام في الامصار و قد اقام بالمدينة فترة ثم ذهب الى العراق و اقام بها مدة.
قال مالك بن انس فقيه المدينة: و كان جعفر بن محمد بالصادق عليه السلام لا يخلو من احدى ثلاث خصال: اما صائماً و اما قائماً و اما ذاكراً، و كان عليه السلام من عظماء العباد و أكابر الزّهاد الذين يخشون اللّٰه عزّ و جلّ و كان كثير الحديث، طيّب المجالسة، كثير الفوائد فاذا قال: قال رسول اللّٰه عليه السلام اخضرّ مرّة و اصفرّ اخرى حتى ينكره من يعرفه و لقد حججت معه سنة فلمّا استوت به راحلته عند الاحرام كان كلّما همّ بالتلبية انقطع الصوت في حلقه و كاد يخرّ من راحلته، فقلت: قل يابن رسول اللّٰه، فقال كيف أجسر ان اقول:
«لبيك اللهم لبيك» و أخشى ان يقول عزّ و جل لى: لا لبيك و لا سعديك. 2