3
مقدمة
بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ
الحمد للّٰهرب العالمين و الصلوة و السلام على رسوله و على آله و صحبه و من ولاه.
ان الدين يشتمل على العقائد و الشرايع و الاخلاق. و العقائد هي الايمان باللّٰه، و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر.
و الشرايع هي الاحكام و التكاليف العملي: قال اللّٰه تعالى: «ثُمَّ جَعَلْنٰاكَ عَلىٰ شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهٰا». 1 الشريعة معناها في اللغة مورد الناس للاستقاء و استعيرت للطريقة الألهية لأنها أُنزل من السماء فسالت او دية الامم بقدرها و هي تجرى كالانهار في البلاد فكُل أمّة ترد المورد العذب فانها تشفي به ابدانها و تحيى به نفوسها و تروى به عقولها. و سالت الشرايع من السماء منه تعالى على مر العصور و هي طريقة واضحة يصل الانسان الى البحر الكمال «شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مٰا وَصّٰى بِهِ نُوحاً وَ الَّذِي أَوْحَيْنٰا إِلَيْكَ وَ مٰا وَصَّيْنٰا بِهِ إِبْرٰاهِيمَ وَ مُوسىٰ وَ عِيسىٰ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَ لاٰ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مٰا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ». 2
و في الآية اشاره الى ان اصل الشريعة واحد و الاختلاف انما هو في المورد و ان اللّٰه تعالى وصّى جميع الانبياء و العلماء باقامته و صيانته من التفرقة و اجاب فقهاء الكبار بهذه الوصية و دوّنوا الموسوعات الفقهية و جهدوا لاقامة الشريعة في كل عصر و صيانته من التفرقة كما ان فقهاء كل مذهب دوّنوا تراجم فقهاءهم و في عصرنا نحتاج الى معرفة تطوّر الفقه و طبقات فقهاء المذاهب الاسلامية مقارنة لان فقه المذاهب الاسلامية يترابط