28
الامام محمد بن على الباقر (57 -\114 ه )
ولد بالمدينة، و سمى بالباقر لانه بقر العلم، فعرف اصله و حفاياه.
فالتف حوله الآلاف من العلماء و طلاب العلم لدراسة الفقه و الحديث و التفسير و ساير العلوم، حتى اطلق على تلك الحلقات التى كانت تجتمع في مسجد المدينة، اسم الجامعة، التى تمت و تكاملت في عهد ولده الامام جعفر الصادق عليه السلام و كان الامام الباقر عليه السلام مقصد العلماء من كل بلاد العالم الاسلامي، قال الشيخ محمد ابو زهرة: ما زار احد المدينة الاعرّج على بيت محمد الباقر عليه السلام يأخذ عنه، و كان يقصده ائمة الفقه الاسلامي، كسفيان الثورى، و سفيان بن عيينه و ابي حنيفة شيخ فقهاء العراق، و كان يرشد من يجيى اليه. 1 و قد أحصى الشيخ الطوسي في رجاله 466 ممن روى عن الباقر عليه السلام وحدث عنه: ابان بن تغلب الكوفي، و ابو حمزة الثمالى و الحكم بن عتبة و ربيعة الرأى، و الاعمش، و زرارة بن اعين و عبداللّٰه بن عطا و عبدالرحمن الاعرج و الأوزاعى و خلق كثير. 2و صار الامام الباقر عليه السلام بالفضل علما لأهله تضرب به الأمثال، عن عطاء المكى: قال ما رأيت العلماء عند احد قط اصغر منهم عند ابى جعفر محمد بن على بن الحسين عليه السلام .
و كان جابر بن يزيد الجعفى اذروى عن محمد بن على عليه السلام شيئاً قال: حدثنى وصى الاوصياء ووارث علم الانبياء محمد بن على بن الحسين عليه السلام . 3كما ان الطور الثانى من فقه السنة يسمى بفقة صغار الصحابة و التابعين، كابن عباس و ابن مسعود و فقهاء مكه كعطاء، و طاووس و مجاهد، عمرو بن دينار و عكرمة و فقهاء المدينة كابن الشهاب الزهرى و ابو سلمة بن عبدالرحمن و فقهاء البصرة كالحسن البصرى و فقهاء الكوفة كسعيد بن جبير و سفيان الثورى.
ان هذا العهد يتناول مدرسة اهل الحديث في المدينة و مدرسة اهل الرأى في العراق