19
تقريب المذاهب في الصحابة
قال العلامة الشيخ محمد جواد مغنية في تفسير قوله تعالى: «وَ الَّذِينَ آتَيْنٰاهُمُ الْكِتٰابَ يَفْرَحُونَ بِمٰا أُنْزِلَ إِلَيْكَ » . قال ابو حيان الاندلسى و الزمخشرى و الشيخ المراغى و البيضاوى و غيرهم من علماء السنة قالوا: المراد بالذين آتيناهم الكتاب من آمن بمحمد من اليهود و النصارى... و قال الطبرسى في مجمع البيان ما نصه بالحرف:
«يريد اللّٰه سبحانه أصحاب النبي صلى الله عليه و آله الذين آمنوا به و صدقوه و أعطوا القرآن و فرحوا بانزاله».
و الطبرسي من أجلّ علماء الشيعة الأمامية و ثقاتهم (ت 548 ه) فالكثير من علماء السنة فسروا الآية بمن اسلم من اهل الكتاب، و فسرها الشيعة الامامية بصحابة الرسول الاعظم صلى الله عليه و آله و لو كانوا ينالون من مقام الصحابة لاتجه شيخهم الطبرسى في تفسير هذه الآية الى غير هذا الوجه، و بهذا يتبين الدس ممن نسب اليهم هذه الفرية.
و كان ابان ابن تغلب احد الكبار في تلامذة الامام جعفر الصادق عليه السلام حتى ان الامام كان يأمر الشيعة ان يأخذوا الدين عنه، و في ذات يوم سأله رجل عن الشيعة؟ فقال له ابان: انهم الذين اذا اختلف الناس في الرواية عن النبى صلى الله عليه و آله اخذوا برواية علي عن النبى صلى الله عليه و آله و اذا اختلف الناس في قول على عليه السلام اخذ الشيعة بقول جعفر الصادق عن على...
فالمسألة -\اذن -\عند الشيعة الامامية مسألة ثقة بالرواية عن محمد صلى الله عليه و آله . 1و ان اهل البيت صلى الله عليه و آله انفسهم نقلوا بعض الروايات عن طريق الصحابة كما نقل الامام الباقر عليه السلام صفة حج النبي صلى الله عليه و آله عن طريق جابر ابن عبداللّٰه الانصاري. و قال الامام الصادق عليه السلام : خذوا ما روا وزروا ما رأو. 2
و نظيره في الاحكام ما روي عن الصادق عليه السلام : اذا نزلت بكم حادثة لا تجدون حكماً