9تقرأ القرآن، قال سبحانه: ( إِنَّكَ لاٰ تُسْمِعُ الْمَوْتىٰ 1، وقال في آية أُخرى: وَ مٰا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ 2 ؟!
قلتُ : نعم قرأت الآيتين. واللازم علينا وعليكم الدِقَّة والتدبُّر في القرآن؛ ليس معناهما أنَّ الأموات لا يسمعون ولا يدركون، بل كانتا في مقام بيان العقائد والموعظة والنصيحة. أي: مَن ختم الله على قلبه، وقلبه مريض، لا يصلح للدعوة والموعظة؛ فهذا ميِّت لا يسمع ولا يُدرك؛ ولذا قال بعد ذلك: (وَ مٰا أَنْتَ بِهٰادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلاٰلَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلاّٰ مَنْ يُؤْمِنُ بِآيٰاتِنٰا فَهُمْ مُسْلِمُونَ ) 3.وكذا في سورة الروم: (إِنَّكَ لاٰ تُسْمِعُ الْمَوْتىٰ وَ لاٰ تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعٰاءَ إِذٰا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ ) 4.والزخرف: (أَ فَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَ مَنْ كٰانَ فِي ضَلاٰلٍ مُبِينٍ ) 5.فليُلاحظ مضمون الآيات.
وأمَّا الأموات، فكلّهم يسمعون ويدركون؛ ولذا تكتبون على الخشب أوائل المقابر:
«السلام على أهل الديار المُوحشة، السلام عليكم دار قوم مؤمنين. وأتاكُم ما توعدون غداً مؤجّلون، وإنّا إنْ شاء الله بكم