6
1- أنتم تعبدون الأموات
منهم مَن قال : أنتم تعبدون الأموات. ما الفرق بينكم وبين مَن يعبد الأصنام؟
قلتُ : الفرق بيننا وبينهم كثير، لا يُقاس بنا أحد منهم؛ نحن نقول بأنَّ الله تعالى هو القاضي، مُجيب الدعوات.
قال : إنَّ العابدين للأصنام يقولون: إنَّ الله سبحانه يكون مجيب المضطرّ، وتكون الأصنام واسطة بينهم وبين الله تبارك وتعالى.
قلتُ : ليس كذلك. هؤلاء الذين يعبدون الأصنام هم كما قال الله سبحانه في سورة الفرقان: (وَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لاٰ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَ هُمْ يُخْلَقُونَ وَ لاٰ يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَ لاٰ نَفْعاً وَ لاٰ يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَ لاٰ حَيٰاةً وَ لاٰ نُشُوراً) 1.
وكما قال الله تبارك وتعالى: (وَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مٰا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لاٰ يَسْمَعُوا دُعٰاءَكُمْ وَ لَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجٰابُوا لَكُمْ وَ يَوْمَ الْقِيٰامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَ لاٰ يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ) 2.
وقال عزَّ وجلّ: (أَ فَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللّٰهِ مٰا لاٰ يَنْفَعُكُمْ شَيْئاً وَ لاٰ