41لتلك الارض لايجعلانها مختصة بالعرب أو الحجازيين أو الحكام المتسلطين على تلك الارض.. ذلك لأن الكعبة - و ان كانت مشيدة من أحجار كسائر الأحجار لا تضر و لا تنفع - فهي محاذية لعرش الله، و جدرانها الاربعة مشيدة على أساس التسبيحات الأربع: (سبحان الله، و الحمدالله، ولا اله الاّ الله، والله اكبر) و عتيقة من كل سيطرة متجبرة و لذلك لم يكن لها نظير. ولو أن كتابا أو كلاما أو شخصا أوبناء ارتبط بغير الله، فليس له اطلاقا أن يكون بلورة للاسلام العالمي الشامل.
ضيوف الرحمن
ضيوف الحرم الشريف هم الذين تتوفر فيهم شروط استحقاق هذه الضيافة الكريمة. و القرآن الكريم بيّن أوصافهم على نحوعام، كما بيّن مصاديق هذه الاوصاف بشكل خاص.
اما الشروط العامة فقد ذكرتها الآية مخاطبة ابراهيم و اسماعيل(ع):
«أَنْ طَهِّرٰا بَيْتِيَ لِلطّٰائِفِينَ وَ الْعٰاكِفِينَ وَ الرُّكَّعِ السُّجُودِ» . (البقرة - 125).
و أمّا المصداق فقد ذكرته الآية 29 من سورة الفتح:
«مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللّٰهِ وَ الَّذِينَ مَعَهُ أَشِدّٰاءُ عَلَى الْكُفّٰارِ رُحَمٰاءُ بَيْنَهُمْ تَرٰاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللّٰهِ وَ رِضْوٰاناً..»
فهؤلاء الطائفون و العاكفون و الركع السجود الذين أعد البيت لاستضافتهم هم أمة رسول الله(ص) الذين يتحلون - الى جانب ركوعهم و سجودهم - بصلابة ابراهيم في وجه أتباع