17وعلوّ منزلته عنده ، و . . فكأنَّ الشفيع يقول: ياربّ لا أسألك إبطال المولوية ولا إبطال الحكم ، ولا إبطال الجزاء ، بل العفو . لأنَّ لك الكرم ، أو لأنَّ العبدَ جاهل ، أو لمنزلتي عندك .
فالشفاعة: حقيقتها التوسط في إيصال نفع أو دفع شرٍّ بنحو الحكومة لا بنحو المضادّة .
يعني: أنّ الشفيع يذكر بعضَ العوامل المؤثِّرة في رفع العقاب بأن يخرج المورد - الشخص - عن كونه مصداق العقوبة إلى مورد آخر - مصداق الرأفة .
ثم إنّ الشفاعة كما أنّها تثبت لعدّةٍ من عباده: من الملائكة والناس من بعد الإذن والارتضاء ، كذلك يمكن للعبد أن يتقدّم إلى اللّٰه برحمته ، أو بِذُلِّ نفسه وحقارتها ، في التوبة إلى اللّٰه والعمل الصالح فيخرج نفسه عنكونه مصداقاً للمذنب المسيي إلى كونه مصداقاً للمحسن ، وفي أمثال هذا العبد يقول تبارك وتعالىٰ: فَأُوْلٰئِكَ يُبَدِّلُ اللّٰهُ سَيِّئٰاتِهِمْ حَسَنٰاتٍ 1 فله تعالى أن يبدِّل السيّئة حسنة كما أن يجعل رصيد الإنسان من الأعمال صِفراً: وَ قَدِمْنٰا إِلىٰ مٰا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنٰاهُ هَبٰاءً مَنْثُوراً 2 .
الشفعاء:
الشفاعة نوعان: شفاعة تكوينية ، والشفعاء فيها جملة الأسباب