49التدجيل لحسبانه أنَّ في مجرَّد عزو هذا التأويل إلى الرافضة فحسب، وقذفهم بالكذب، واتِّباع ذلك بعدم الصحَّة، حطّاً في كرامة الحديث الوارد في الآية الشريفة، وهو يعلم أنَّ أُمَّةً كبيرةً من أئمَّة التفسير والحديث يروون ذلك ويثبتونه مسنداً في مدوَّناتهم، وإن كان لا يدري فتلك مصيبةٌ.
وهذا الحافظ أبو محمَّد العاصمي أفرد ذلك كتاباً في مجلّدين أسماه (زين الفتىٰ في تفسير سورة هل أتىٰ)، وهو كتابٌ ضخمٌ فخمٌ مُمتَّعٌ، ينمُّ عن فضل مؤلِّفه وسعة حيطته بالحديث، وتعالي مقدرته في الكلام والتنقيب، مع أنَّ في غضونه سقطاتٌ تلائم مذهبه وخِطَّة قومه.
أو يزعم المغفَّل أنَّ أُولئك أيضاً من الرافضة؟! أو يحسبهم جهلاء بشرائط صحّة الحديث؟! أم أنّه لا يعتدُّ بكلِّ ما وافق الرافضة وإن كان مُخرجاً بأصحِّ الأسانيد؟!
وكيف ما كان فقد رواه:
94 - أبو جعفر الإسكافي المتوفّىٰ 240ه ، قال في رسالته التي ردَّ بها على الجاحظ: لسنا كالإماميّة الذين يحملهم الهوىٰ علىٰ جحد الأُمور المعلومة، ولكنَّنا ننكر تفضيل أحدٍ من الصحابة علىٰ عليِّ بن أبي طالب، ولسنا ننكر غير ذلك إلىٰ أن قال: وأمّا انفاقه فقد كان علىٰ حسب حاله وفقره، وهو الّذي أطعم الطعام علىٰ حبّه مسكيناً ويتيماً وأسيراً، وأُنزلت فيه وفي زوجته وابنيه سورةٌ كاملةٌ من القرآن.