17
نظرة في كتاب
الفِصَل في الملل والأهواء والنحل
يجب علىٰ مَن يكتب في الملل والنحل قبل كلّ شيء الإلتزام بالصدق والأمانة أكثر ممّن يؤلّف في التأريخ والأدب، حتى يأمن بوائق هذا الفن من قذف الأُمم من غير استنادٍ إلىٰ ركن وثيق، وتشويه سمعة الأبرياء بمجرّد الوهم أو الخيال، فلا يخطّ إلّاوهو مُثبّت في النقل، مُعتمد علىٰ أوثق المصادر، حتى يكون ذلك معذراً له عند المولى سبحانه، فلا يؤآخذ بالبهت على الناس والوقيعة فيهم.
غير أنّ ابن حزم لم يلتزم بهذا الواجب، بل التزم بضده في كلّ