9وتكريم للنبيّ، عبادة له، وكلّ خضوع أمام الرسول شرك، فلا يلتفت الزائر يميناً وشمالاً في المسجد الحرام والمسجد النبوي إلّاوتوقر سمعه كلمةُ «هذا شرك يا حاج»، وكأنّه ليس لديهم إلّاتلك اللفظة، أو لا يستطيعون تكريم ضيوف الرحمن إلّابذلك.
فاللازم على هؤلاء - الذين يعدون مظاهر الحبّ والودّ، والتكريم والتعظيم شركاً وعبادة - وضعَ حدٍّ منطقيّ للعبادة، يُميَّز بها، مصاديقُها عن غيرها حتى يتّخذه الوافدون من أقاص العالم وأدانيه، ضابطة كلّية في المشاهد والمواقف، ولكن - وللأسف - لا تجد بحثاً حول مفهوم العبادة وتبيينها في كتبهم ونشرياتهم ودورياتهم.
فلأجل ذلك قمنا في هذه الرسالة، بمعالجة هذا الموضوع، بشرح مفهومها لغة وقرآناً، حيث بيّنا أنّ حقيقة الشرك في تعاليم الأنبياء أخصّ ممّا ورد في المعاجم وكتب اللّغة.
جعفر السبحاني
تحريراً في 1416/2/25 ه