20لهذا خُلقتم؟ أن تضربوا كتاب اللّٰه بعضاً ببعض ، انظروا ما أُمرتم به فاتبعوه ، وما نُهيتم عنه فانتهوا 1 .
وكان رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله قد حذّر أصحابه من هذا التهافت المقيت في تعاملهم مع النصوص القرآنية والنبوية؛ إذ الإيمان باللّٰه ورسوله يقتضي التسليم والانقياد لما يقوله اللّٰه ويأمر به الرسول صلى الله عليه و آله ، فعدم التسليم بقدسية النبي صلى الله عليه و آله وأقواله وأفعاله يتقاطع مع الإيمان المطلق باللّٰه والرسول .
لقد حذّر اللّٰه من عواقب هذا النوع من التفكير ، وأنبأَ أ نّه سينجرّ إلى (الفتنة) ، فعن الزبير بن العوام - في تفسير قوله تعالى : «يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلّٰهِ وَ لِلرَّسُولِ... - إلى قوله - وَ اتَّقُوا فِتْنَةً لاٰ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً» 2 - قال : لقد قرأنا هذه الآية زماناً وما أرانا من أهلها ، فإذا نحن المعنيّون بها 3 .
وقال السدي : نزلت في أهل بدر خاصة ، فأصابتهم يوم الجمل 4 .
وبما أنّ ولادة مثل هذا الفكر في مجتمع حديث عهد بالإسلام أمرٌ يوافق سيرة التاريخ وإخبارات القرآن عن سنن الأمم الماضية ، راح الشارع