10أما الطائفة الثانية - فهي طائفة المجتهدين 1 - الذين كانوا يفتون بالرأي في محضره صلى الله عليه و آله ، ويبتغون المصلحة مع وجود النص ، وهؤلاء وإن كانوا معتقدين برسالة الرسول لكنهم لم يعطوه تلك القدسية والمكانة التي منحها اللّٰه إياه ، فكانوا - في كثير من الأحيان - يتعاملون معه كأنه بشر غير كامل يخطئ ويصيب ، ويسبّ ويلعن ثم يطلب المغفرة للملعونين 2 .
وهذا الانقسام بين الصحابة كان من جملة الأسباب التي أدت لاختلاف المسلمين في الأحكام الشرعية بعد رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله ، وقد كان هذا الانقسام منطوياً على علل أخرى كثيرة ستقف على بعضها في بحوثنا الآتية .
بلى ، إنّ دعاة الاجتهاد استدلوا على شرعية هذا الاختلاف بقوله صلى الله عليه و آله :
(اختلاف أمتي رحمة) 3 ، لكن أحقاً أن (اختلاف أمتي رحمة) بالمعنى الذي