29عن إبْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ أخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي الثّقلين أحَدُهُمَا أكْبَرُ مِنْ الآخر كِتَابُ اللهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إلى الأرْضِ وَعِتْرَتِي أهل بَيْتِي ألا وَأنّهما لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ » 1.
في هذا الحديث - وبالرّغم من اختصاره - نجد أنّه قد احتوى على معظم المعاني الّتي أراد الرّسول(ص) أن يوصلها إلى المسلمين، فإنّه ابتدأ بقوله(ص): « إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ » أي: ما ستأخذون بعدي أو بعد وفاتي، واستطرد بقوله(ص): « لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي » أي: إنّ ماسيترك(ص) هو السبيل الوحيد إلى طريق الهداية، ثمّ وصف ذلك الإرث العظيم الّذي سيتركه « الثّقلين » ثمّ بيّن أنّ كلاهما بنفس القدر من الأهميّة وذلك بقوله: « أحَدُهُمَا أكْبَرُ مِنَ الآخر » وأكمل ذلك بشرح مفصّل عن هذين الثّقلين: « كِتَابُ اللَّهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إلى الأرض وَعِتْرَتِي أهل بَيْتِي » ثمّ ختم حديثه(ص) بقوله: « ألا وَأنّهما لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ » تلك النّبوءة العظيمة بأن جعل القرآن وأهل البيت يسيران معاً حتّى يوم القيامة، والّذي سنتحقّق منه فيما سيأتي.
وكما قلنا في بداية البحث فإنّ كلّ شيء هنا خاضع إلى النّقاش وإبداء الرّأي، من أجل معرفة طريق الهداية.