8عن وضوء الغَسْليّين فضلاً عن اختلافه عن وضوء المَسحيّين .
و بعد المناقشة السندية و المتنيّة ، و الوقوف على النتائج المتوصّل إليها ، حاولنا دراسة هذه الروايات الوضوئية من زاوية ما سميناه ب «نسبة الخبر» ، فعرضنا النتائج على نفسية و شخصية عثمان بن عفّان و المحيطين به من الذين التزموا هذا الوضوء و بثّوه بين المسلمين ، و كيف أنّ الأمويين و المروانيين و وعّاظهم كانت لهم جهودٌ كبيرة في تنقيح و ترسيخ و تثبيت معالم هذا الوضوء بعد أن كان في بدايات نشوئه مرتبكَ المعالم غائم الصورة غير واضحها .
فقد نُشِر هذا الوضوء بأشكال مختلفه عن عثمان بواسطة جمهرة من التابعين ، و لم يثبت عند القوم منها إلّاما رواه حمران بن أبان النمري الذي كانت له الخطورة الكبيرة في بث هذا الوضوء ، ثمّ جاء من بعدُ محمد بن شهاب الزهري فقلّص أو حاول تقليص دائرة الاختلاف ، فنجح و لكن ليس كل النجاح ، فقد بقيت فجوات و هفوات في هذا الوضوء لا يمكن إنكارها .
بعد هذا ، أمَلي أن أكون قد وُفّقت في هذا التلخيص و الترتيب ، لإعطاء صورة واضحة جليّة بأقرب الطرق و أسهل العبارات لِما حَدَث للوضوء النبوي ، راجياً من اللّٰه القبول .
قيس العطار