91ولعلّ من أعظم فوائده هو فهم وإدراك الكثير من المعارف الإسلامية على الصعيد العقائدي والأخلاقي والتربوي، بما تحمله أدعية أهل البيت(عليهم السلام) من علوم إسلامية صاغوها في قوالب دعائية، ويكفي للإذعان بهذه الفوائد العظيمة قراءة أدعية الصحيفة السجادية.
ونجد أئمة أهل البيت(عليهم السلام) قد أبدوا مزيداً من الاهتمام بالدعاء، ومنهم الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب(ع) الذي ورد عنه بعض الأدعية التي حفلت بالدروس التربوية الهادفة، حيث شملت أبعاداً متعددة ساهمت في بناء العقيدة والإيمان بالله تعالى، وتنمية حالة الرهبة لله تعالى في أعماق نفوس الناس، وقد حوت أدعيته(ع) أصول الأخلاق وقواعد السلوك والآداب، كما ألمّت بفلسفة التوحيد ومعالم الرسالة الإسلامية ومن بين تلك الادعية قد اشتهر دعاء عرفة الذي دعا به الامام ربه يوم عرفة في صحراء عرفات فهو السفر الخالد في عالم الروح، وهو بحق ثورة في عالم النفس، فإذا كانت ثورة الطف الخالدة تستهدف قلع الفساد الظاهر يأتي دعاؤه(ع) ليستهدف طغيان الذات، وبهذا شكّل هذا الدعاء وغيره عند الإمام الحسين بن علي(ع) ممارسة لا تنفكّ عنه، فنجده لم يتركه حتى في أحرج ساعات واقعة الطف، فقد دعا بدعاء جده النبي الأكرم(ص) يوم أحد والأحزاب.
وقد روى هذا الدعاء الشريف بشر وبشير الأسديان حيث