62إقرارها<، فخرج إلى علي وموافقة الزهراء(عليها السلام) بادية على قسائم وجهه، تحكيها ابتسامته المباركة 1، فقال(ص): «يا علي هل معك ما أزوّجك به؟» فقال(ع): «فداك أبي وأمي، والله لا يخفى عليك من أمري شيء، أملك سيفي ودرعي وناضحتي. فقال(ص): يا علي، أما سيفك فلا غنى بك عنه، تجاهد به في سبيل الله، وتقاتل به أعداء الله، وناضحتك تنضح به على نخلك وأهلك، وتحمل عليه رحلك في سفرك، ولكني قد زوّجتك بالدرع، ورضيت بها منك، بع الدرع، وائتني بثمنه» 2. 
  باع الإمام علي(ع) الدرع 3 بأربعمئة وثمانين درهماً، وقيل بخمسمئة 4، وجاء بالدراهم وطرحها يبن يدي النبي(ص)، فكان هذا فقط صداق أشرف وأعظم فتاة عرفتها دنيا الإنسان. 
  ثم إنّ النبي(ص) قسّم المبلغ أثلاثاً، ثلثاً لشراء الجهاز، وثلثاً لشراء الطيب، وثلثاً تركه عند أم سلمة أمانة، ثم ردّه بعد ذلك إلى علي(ع) قُبيل الزفاف، إعانةً منه لوليمة الزفاف. 
  دفع النبي(ص) الثلث لأبي بكر وسلمان وبلال ليشتروا لفاطمة(عليها السلام) متاع بيتها، فكان ما اشتروه متواضعاً غاية التواضع، بحيث لما طرح بين يدي النبي(ص) أخذ يقلّبها بيده، ثم رفع رأسه إلى السماء، وقال: