128وقال أيضاً(ع): >لأسالمنّ ما سلمت أمور المسلمين ما لم يكن فيها جور إلاّ عليّ خاصة<.
فصبر علي(ع) كان على حساب حقه الخاص في الخلافة والحاكمية على الأمة الإسلامية لأجل مصلحة الإسلام العليا، قال(ع): >ولئلاّ يصاب الدين بما تكون مصيبته عليّ أعظم من إمرتكم هذه<.
إننا نقرأ في موقفه العظيم الشجاع هذا ما يوازي مواقفه البطولية الكبيرة في الذود عن الدين بين يدي الرسول(ص)، فليس الصبر في مثل هذه المواقف المصيرية الصعبة بأقل مقاماً ومنزلة من مواقفه(ع) مع عمرو بن عبد ود المشركين ومرحب اليهود.
لقد بقيت المدينة أياماً بعد قتل عثمان والناس يلتمسون علياً(ع) للقيام بالأمر وهو يأبى وظلّ يأبى حتى ازدحم الناس وألحّوا عليه، وقالوا له: >لا نجد غيرك ولا نرضى إلا بك فبايعنا لا نفترق ولا نختلف<. ثم أخذ الأشتر النخعي بيده فبايعه وبايعه الناس وكلهم يقول: لا يصلح لها إلا علي.
وهتف الناس باسم علي(ع) على عادة الناس إذ يولون عليهم خبيراً بحاجاتهم مؤمناً بحقهم خالصاً لهم، عالماً حكيماً أباً كريماً. وسرّوا بقبوله الولاية حتى لكأنهم يطلون على أمل لا ينتهي بعد أن عاشوا طويلاً في ظلمات دامسات من المهانة والحرمان.
وقد وصف هو نفسه بيعته بالخلافة وصفاً جميلاً قال: >وبلغ من