120قلت: إنه عبد مخلوق، وأنت لم تر عبداً مخلوقاً إلا عن نكاح وله والد؟ فأنزل الله تعالى الآيات من سورة آل عمران إلى قوله: ( إِنَّ مَثَلَ عِيسىٰ عِنْدَ اللّٰهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرٰابٍ ثُمَّ قٰالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * اَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلاٰ تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ * فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مٰا جٰاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعٰالَوْا نَدْعُ أَبْنٰاءَنٰا وَ أَبْنٰاءَكُمْ وَ نِسٰاءَنٰا وَ نِسٰاءَكُمْ وَ أَنْفُسَنٰا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللّٰهِ عَلَى الْكٰاذِبِينَ ) 1 فتلاها النبي(ص) على النصارى، ودعاهم إلى المباهلة.
وقال(ص): >إن الله عز اسمه أخبرني أن العذاب ينزل على المبطل عقيب المباهلة، ويبين الحق من الباطل بذلك< 2 فاجتمع الأسقف مع عبد المسيح والعاقب على المشورة، فاتفق رأيهم على استنظاره إلى صبيحة غد من يومهم ذاك فلما رجعوا إلى رحالهم قال لهم الأسقف: انظروا محمداً في غد، فإن غدا بولده وأهله فاحذروا مباهلته، وإن غدا بأصحابه فباهلوه، فإنه على غير شيء، فلما كان من الغد جاء النبي(ص) وقد اكتسى بعباءة، وأدخل معه تحت الكساء، علياً وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام)، وقال: >اللهم إنه قد كان لكل نبي من الأنبياء، أهل بيت هم أخص الخلق إليه، اللهم وهؤلاء أهل بيتي، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً<، فهبط جبرئيل بآية التطهير في شأنهم، ثم خرج النبي(ص)، بهم(عليهم السلام) للمباهلة، فلما بصر