24
اللباس و فى أداء الحروف عن المخارج فى القراءة و الأذكار بحيث يفسدون القراءة و الذّكر من كثرة المبالغة و أما تطهير الجوارح من المعاصى و القلب عن الأخلاق الرزيلة و عن النفاق و عن محبّة الدنيا و عن الشغل بغير الله فكأنّه غير مأموربه.
و هكذا يسامحون فى أتيان حقائق الافعال و الاذكار حتى يرى الفحول من أهل العلم لم يتعلم المراد من بعض أفعال الصلاة مع أنه مذكور فى الأخبار مثل رفع اليد بالتكبير و نفس القيام و هكذا الركوع و السجود و مدّ العنق فى الركوع... لكل منها حقائق أن لم يتحقق المتكلم بها بهذه الحقائق لا يصدق عليه أنه مكبّر و مسبّح و حامد و قارى... و أما أهل الدنيا فى أمورهم الدنيوية، فلا يقنعون بالصورة؛ بل يجدّون فى أتيان الحقائق فما رأيت أحداً من الناس أن يكتفى من الحلوا بصورتها و نقشها أو قراءة لفظها بل أذا نقص أحد أجزائها عن حدّ الكمال ينفون الاسم و يقولون: هذا ليس بحلوا... و بالجملة ما رأيت أحداً يقنع فى أمور دنياه بالصورة، ولكن أغلب الناس ان لم يكن كلهم لا يأتون فى اغلب الامور الاخروية الاّ بالصورة و مع ذلك يتوقّعون من الصورة أثر الروح فلايجدون ». 1