28العالم الاسلامي ، واغرق الشيعة في حزن مرير وبكاه القريب والبعيد » 1 .
ومن المناسب أن نذكر هنا أحد كراماته المشهورة ، مما يرتبط بوفاته ، وهو ما نقله صاحب البرهان القاطع عن الشيخ السلماسي من ان السيد كان طريح الفراش وقد ألمّ به المرض ، فقال : كنت أرغب بأن يصلّي عليّ الشيخ حسين نجف ، فهو مضرب المثل بزهده وورعه وتقواه ، ولكن لن يصلّي عليّ سوى العالم الرباني الميرزا مهدي الشهرستاني ( وكان من معاصري السيد وأصدقائه ، توفي سنة 1216 ه ) فتعجّبنا من ذلك ، لانّ الميرزا كان وقتها في كربلاء ، ولما لفظ أنفاسه الأخيرة وودّع دار الفناء قمنا بتغسيله وتكفينه ، ثم حملنا الجثمان الطاهر إلى الحرم العلوي ، فطفنا حول المرقد المقدّس ، وكان في الطليعة العلماء ومن بينهم الشيخ جعفر كاشف الغطاء والشيخ حسين نجف ، ثم حان وقت الصلاة عليه وضاقت بي نفسي فقد سمعت من بحرالعلوم انّ الذي سيصلّي عليه الميرزا الشهرستاني ، والأنظار تتّجه إلى الشيخ حسين نجف ، وبينا انا أفكر في ذلك إذ لاح الميرزا من الباب الشرقي من الصحن ، وقد بدت عليه آثار السفر والتعب ، ففسحوا له الطريق ووقف أمام الجثمان المسجىٰ وبدأ صلاته ، فشكرت اللّه .
وقد تحدّث الشهرستاني عن ذلك الموقف قائلاً : كنت وقتها اصلّي الظهر في كربلاء ، فلمّا عدت إلى منزلي وصلتني من النجف رسالة تفيد بتدهور حالة السيد بحر العلوم ، وأنه لا أمل في شفائه ، فنهضت على الفور متوجّهاً إلى النجف ، فلمّا وصلت لاحت لي الجنازة من بعيد » 2 .