27النظر في ما ذكرنا من الوجهين وما مارسه النبي صلى الله عليه و آله و سلم طيلة حياته، إذ طبق الآية على المذكورين غير مرّة، لوقف على أنّ القول بالحصر هو عين الصواب لا بعيداً عن الصواب، وها نحن نذكر شيئاً من ممارسة النبي لتطبيق الآية:
1. إدخالهم تحت الكساء
ما نقله المؤلّف عن صحيح مسلم عن عائشة خرج النبي صلى الله عليه و آله و سلم غداة وعليه مَرْط مُرحّل من شعر أسود، فأدخل الحسن والحسين وفاطمة وعلياً تحته ثم قال: «إِنَّمٰا يُرِيدُ اللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً» ، فماذا كان النبي يقصد بذلك العمل؟ فلو كان المراد كل من يحرم عليهم الصدقة أو نساءه وزوجاته، فما هو الوجه لإدخالهم تحت الكساء، فإنّ عمله هذا نوع تحديد لمفهوم الآية، حتّى يسد الطريق أمام كلّ مَن يريد تفسير الآية بغير هؤلاء الأربعة أو جعل شركاء آخرين لهم في المراد.
2. تلاوة الآية على باب بيت فاطمة عليها السلام
حفلت كتب التفاسير لأهل السنّة عند تفسير آية التطهير بذكر روايات عديدة تشير إلى أنّ النبي صلى الله عليه و آله و سلم كان يتلو هذه الآية على باب بيت فاطمة عندما كان يمر عليها، وهي كثيرة نذكر هنا القليل منها: