9وزكّىٰ بعضهم الآخر ، واعترف بعضُهم بمذهب الآخر ، بل وكانت هذه الطوائف في مستوىٰ جماهيرها تعيش جنباً إلىٰ جنب في ودادٍ ووئامٍ ، حتّىٰ يبدو وكأنّهم لا خلافَ بينهم ولا تباين ، وإن كان يَتَخلّل كلّ ذلك بعضُ النقد والردّ ، إلّاأنّه كان على الأغلب نقداً مؤدّباً ، ومهذّباً ، وردّاً علمياً ، وموضوعياً .
وثمة أدلّة حيّة وتاريخيّة عديدة علىٰ هذا التعاون العميق والعريض ، وقد أثرى العلماءُ المسلمون بهذا التعاون التراث والثقافة الإسلامية ، كما ضربوا بذلك أروع الأمثلة في الحريّة المذهبيّة ، هذا بالإضافة إلىٰ أنّهم استقطبوا من خلال هذا التعاون اهتمام العالم بهم وكسبوا احترامهم .
إنّه ليس من الصعب أن تجتمع علماءُ الأمّة ويتناقشوا بهدوءٍ وموضوعيّة ، وبإخلاص وصدق نيّة ، في ما اختلفت فيه الطوائفُ وللتعرّف علىٰ أدلّة كلِّ طائفة وما تقيمه من برهان .
كما أنّه من الجيّد والمعقول أن تقومَ كلُّ طائفة