18هذا كلُّه من جهة أصل معنى الصحبة لغة واصطلاحاً .
وأمَّا من جهة أثر الصحبة ؛ فنحن الشيعة الإماميَّة نعتقد بأنَّ ذات الصحبة للنبيّ صلى الله عليه و آله ليست موجبةً لإثبات صفة مدحٍ لم تكن متحقّقةً في الشخص بدونها ، وكذلك الصحبة لاتوجب نفي ما أُلصِقَ بالشخص ممَّا دلَّت الروايات عليه 1.
وهذا هو القول النصَفُ الذي يأخذ الحقَّ ممَّن ظلمه ، حيث نُسِبَت الصحبة لمن لم تتحقّق فيه ، حيث قد وُجِدَ الكثيرُ ممَّن ادعي له المصداقيَّة للصحبة ، ولم يكن كذلك ، أو كان منهم ثمَّ بَانَ عنهم بأنْ أساء الصحبة ولم يحترم حقَّ العِشْرَة مع النبي صلى الله عليه و آله في حياته أو بعد مماته صلى الله عليه و آله .
إذ أنَّ ممَّن ادّعيت له الصحبة من ثبت ارتداده عن الدين بعد أن تَدَيَّنَ به ، وهم كثر ، وليس ذلك ممَّا يدعو للعجب ، إذْ أنَّ من بين الصحابة - على ما عرَّفوا به الصحابيّ الذين يعدّون بالآلاف - من ليس مصوناً عن السُنَن التاريخيَّة أو الاجتماعيَّة ، أو معصوماً عن الآثام النفسيَّة للإنسان ككائن بشريّ قد تغلب عليه النفس الأمَّارة بالسوء ، ويغلب عليه هواه ، وحبُّهُ الجاهَ والسلطانَ لأن يرتكب ما يخالف أوامر الرسول صلى الله عليه و آله ونواهيه ، والشواهد على