5
بسم اللّٰه الرحمن الرحيم
الحقيقةُ بنت البحث
إنّ الفقه الإسلامي عطاءٌ كبير ورثة الخلف عن السلف عبر جهود جبّارة بذلها علماءُ الأُمّة وفقهاؤُها المتقدّمون والمتأخّرون.
وقد رامَ هؤلاءُ العلماء والفقهاء الوصولَ إلى التشريع الحقيقي الذي جاء به النبيّ صلى الله عليه و آله في الكتاب والسنّة، فمنهم من أصاب ومن أخطأ.
وهذا الجهد العظيم وإن خَلَّفَ تراثاً فقهيّاً وفكرياً عظيماً تعتزّ به الأُمّة، إلّاأنّه إنتهى إلى الخلاف في جملة من المسائل بعد الإتفاق في أكثرها.
وحيث لم يكن حتميّاً أن تبقى المسائلُ الخلافية خلافيّةً إلى الأبد فمن الممكن أن يصل الفقهاءُ - لو بذلوا جهودهم في دراسة الخلافيّات بعيداً عن التقليد لأيّ مذهبٍ من المذاهب - إلى وَحدة النظر، واتفاق الرأي فيها.
وقد أثبتت التجربةُ هذه الثمرةَ الحلوةَ، ولأجل ذلك عمدنا - في هذه الرسالة - إلى طرح مسائل سبع اختلفت فيها مواقف الفقهاء وأنظار