19الأفعال المعلومة و لبس الثوبين و التلبية أو انشاء حرمة الأفعال ووجوب لبس الثوبين و التلبية و لا يغني ذلك من نية التلبية و إنما زدنا لبس الثوبين و التلبية لأن الإحرام لا يتحقّق بدونهما.
و أمّا على القول الثاني فيكفي نية الحجّ و الشروع فيه بالتلبية أو نية التلبية الَّتي هي من أفعال الحجّ فما هو اللازم نية النسك و كون التلبية كسائر الأعمال صادرة من هذه النيّة.
و قصد القربة فى الاُولى توطين النفس قربة إلى الله على ترك المنيهات و في الصورة الثانية يكفي نية الحجّ بقصد الأمتثال و التقرب و إتيان التلبية و جميع الأعمال بتلك النيّة.
و قد أشكل في كون النيّة من واجبات الإحرام إذا كان هو أمراً التزامياً أو إنشائياً أو توطين النفس إذ لا يعقل صدوره من غير نية.
ولكن يمكن أن يقال: إنَّ المراد من النيّة في هذه الصورة هي قصد القربة بل في الثاني أيضاً فإنَّ العمل الإختياري المأمور به لا يتاتى من المأمور بل من كل فاعل ملتفت الاّ بالنية و القصد و يمكن أن يقال: ان المراد من النيّة أن يكون ناوياً للحج فينوى الاحرام أمّا بدون نية الحجّ لا يترتب على نية الإحرام التزاماً أو توطيناً أو انشاء أثر و بعد ذلك يعتبر في النيّة الخلوص عن الريا كما في سائر العبادات فيبطل بالريا.
و أما اعتبار مقارنة النيّة للشروع فيه فيعتبر على القول الثاني و أما على
القول الآخر فلا معنى لاعتبار ذلك فانّ الالتزام أو توطين النفس أو الإنشاء لا يتصور فيها الابتداء و الاثناء حتى يقال بأنَّه لا تكفي النيّة إذا كانت في الأثناء.