6بالتوافق في السّيرة،ليتحقّق الحجّ ذلك الإجتماع الكبير،وحسب تعبير قائد الركب العظيم،والمنادي الفذّ بظلامة الاُمّة الإمام الخميني-رضوان اللّٰه تعالىٰ عليه-:«ذلك المؤتمر ذو الصبغة السياسيّة الكاملة الذي يقام بدعوة إبراهيم ومحمّد صلى الله عليه و آله ويجتمع فيه الناس من جميع أقطار الأرض،من كلّ فجّ عميق من أجل منافع الناس،وللقيام بالقسط،واستمراراً لمكافحة الأوثان والأصنام وتكسيرها على أيدي إبراهيم وموسىٰ ونبيّنا محمّد صلوات اللّٰه عليهم أجمعين،وتحطيم الطواغيت والفراعنة علىٰ يدي موسىٰ عليه السلام» 1.
يذهبُ الحجيجُ فيه إلىٰ«بيت اللّٰه الحرام»من المدن والقُرىٰ، والبلاد المختلفة،البعيدة منها والقريبة،ليفرغوا قلوبهم من الإشتغال بالغير بالطواف حول«الحرم الإلهي»الذي هو-أي الطواف-آية الحبّ للحقّ،وليبايعوا اللّٰه بلمس«الحجر الأسود»ويسعوا بصدق في طلب المحبوب في«الصفا والمروة»ويضيفوا إلىٰ طمأنينة قلوبهم وثقتها بوعود الحق حالة الشعور والعرفان في«المشعر الحرام» و«عرفات»ويتوصّلوا إلى أمانيّهم الحقّة في«منىٰ».
هناك يمكن رؤية كلا وجهي العُملة من صورة هذا الإنسان في تلك الأرض،أرض الوحي،وأرض سطوع أنوار الحقّ،وتحت تلك السّماء التي كان يهبط منها ذات يومٍ الأمينُ على الرسالة الإلهيّة