141فالآية تنادي: أنهم كانوا يعتقدون فيها ضرباً من المساواة للحق تعالى عما يقولون .
فالموحد والمشرك وان كانا يصدران عن مبدأين مختلفين ولكن الجميع يشهد بأن العبادة لا تنفك إلّاعن عقيدة خاصة بالنسبة إلى المعبود غير أن تلك الخصيصة عند الموحد للّٰهسبحانه ولكنها لدى المشركين في آلهتهم وأصنامهم وأوثانهم.
وعند ذلك نخرج بالنتيجة التالية بأن مقوم العبادة أمران وان لها عنصرين أحدهما يتقوم باعمال العابد وفعله والثاني يرتبط باعتقاده ومنطلقه.
وعلى ضوء ذلك فلو اردنا ان نعرّف العبادة تعريفاً جامعاً فلنا أن نقول: العبادة هي الخضوع بين يدي من يعتبره رباً. أي مالكاً لمصير العابد في الدنيا والآخرة. فإذا اعتقد إنسان بربوبية المخضوع له فما يصدر عنه من الخضوع لفظاً وعملاً فهوعبادة، ولذلك نرى ان المسيح عليه السلام عندما يأمر بعبادة اللّٰه سبحانه يعلقها بعنوان الربوبية، كما حكاه عنه : «وَ قٰالَ الْمَسِيحُ يٰا بَنِي إِسْرٰائِيلَ اعْبُدُوا اللّٰهَ رَبِّي وَ رَبَّكُمْ » 1.