26لمّا اجتمعت بنو إسرائيل على داود، أنزل اللّٰه عليه الزَّبور، و علّمه صنعة الحديد، فألانه له، و أمر الجبال و الطير أن يسبّحن معه إذا سبّح، و لم يعط اللّٰه - فيما يذكرون - أحداً من خلقه مثل صوته، كان إذا قرأ الزبور - فيما يذكرون - تدنو له الوحوش حتى يأخذ بأعناقها، و إنّها لمصيخة تسمع لصوته، و ما صنعت الشياطين المزامير و البرابط و الصنوج إلّا على أصناف صوته، و كان شديد الاجتهاد، دائب العبادة، فأقام في بني إسرائيل، يحكم فيهم بأمر اللّٰه نبيّاً مستخلفاً، و كان شديد الاجتهاد من الأنبياء، كثير البكاء، ثمّ عرض من فتنة تلك المرأة ما عرض له، و كان له محراب يتوحَّد فيه لتلاوة الزَّبور و صلاته إذا صلّى، و كان أسفل منه جُنَينة لرجل من بني إسرائيل، كان عند ذلك الرجل المرأة التي أصاب داود فيها ما أصابه.
و أنّه حين دخل محرابه ذلك اليوم، قال: لا يدخلنّ عليّ محرابي اليوم أحد حتى الليل، و لا يشغلني شيء عمّا خلوت له حتى أُمْسِي، و دخل محرابه و نشر زبوره يقرؤه، و في المحراب كُوَّة تطلعه على تلك الجنينة، فبينا هو جالس