23طريق واحد كثيرة العثرات و المهاوي المردية، يتجنّبها البصير و ينبّه صاحبه الضرير ليتجنّبها، أو كمثل أُناس عطاشىٰ أمامهم ماء تتوّق أنفسهم إلى شربه ليبرّدوا به حرارة عطشهم، و فيهم طبيب معه مجهر نظر من خلاله الى ذلك الماء و أبصر فيه أنواعاً من الجراثيم المهلكة، و أخبر صحبه بلزوم تصفية الماء قبل الاستفادة منه.
هكذا مثل عباد اللّٰه المخلَصين في رؤيتهم البرهان و تبصُّرهم بحقائق الأعمال و آثارها السيّئة أو الحسنة، فهم مع تلك الرؤية لقبح فعل المعصية و شناعتها في الدنيا و تجسّده ناراً محرقة خالدة في الآخرة، لا يمكن أن يُقدموا على العمل بها مختارين و غير مجبورين على تركها، أو ممنوعين من قبل اللّٰه من إتيانها.
و ما يوردون من شبهات حول عصمة الأنبياء مستشهدين بآيات متشابهة، أخطئوا في تأويل بعضها و فسّروا بعضها الآخر بروايات زائفة.
و لكي لا يطول البحث نكتفي بإيراد أمثلة من النوعين في ما يأتي: