17يونس بالدعاء عليهم و العالم ينهاه و يقول له: لا تدعُ عليهم فانّ اللّٰه يستجيب لك و لا يحبّ هلاك عباده، فقبل يونس قول العابد فأخبر اللّٰه تعالى أنّه يأتيهم العذاب في شهر كذا في يوم كذا، فأخبرهم يونس بذلك، فلمّا قرب الوقت خرج يونس من بينهم مع العابد و بقي العالم فيهم، و قال قومه: لم نجرّب - يونس - عليه كذباً، فانظروا فإنْ باتَ فيكم الليلة فليس بشيء ، و إن لم يبت فاعلموا أنّ العذاب مصبحكم، فلمّا كان في جوف اللّيل خرج يونس من بين أظهرهم، و لمّا علموا ذلك و رأوا آثار العذاب و أيقنوا بالهلاك ذهبوا الى العالم فقال لهم: افزعوا الى اللّٰه فإنّه يرحمكم و يردّ العذاب عنكم، فاخرجوا الى المفازة و فرّقوا بين النساء و الأولاد و بين سائر الحيوان و أولادها ثمّ ابكوا و ادعوا، ففعلوا: خرجوا الى الصعيد بأنفسهم و نسائهم و صبيانهم و دوابّهم، و لبسوا المسوح، و أظهروا الإيمان و التوبة، و أخلصوا النيّة، و فرّقوا بين كلّ والدة و ولدها من الناس و الأنعام، فحنّ بعضها الى بعض، و علت أصواتها، و اختلطت أصواتها بأصواتهم، و تضرّعوا الى اللّٰه عزّ و جلّ و قالوا: آمنّا بما جاء به يونس؛