8و صلاحياتها، او ان ذلك أمر خارج عن دائرتها و لا بد لها من المرشد و الموجه.
و اذا حصرنا النقاش ضمن الطاولة الاسلامية، نجد النظرية الشيعية لا ترىٰ أي فرق بين الأمة قبل النبوة و بعدها، فالاسباب التي أدت إلىٰ بعث النبي بعينها تأتي فيما بعده، فالأمة قاصرة و محتاجة الى القيمومة و الهداية، و قاعدة اللطف - كما يسمونها اصطلاحاً - كما أنها اقتضت بعث النبي تقتضي ايضاً تنصيب الإمام.
فمقام الإمامة - من وجهة النظر الشيعية - كمقام النبوة بلا فرق، اذ الأمة ازاء النبوة لا تتمتع بحق الاختيار قانوناً، و لا معنىٰ هنا للاختيار و رأي الأكثرية لانتخاب النبي لمقام النبوة، فالمطروح هنا التصديق بالنبي و عدم التصديق به، و لا يخلّ ذلك بنبوة النبي أصلاً.
و كذلك الحال بالنسبة إلىٰ الإمامة، فلو اجتمع رأي الأكثرية علىٰ انتخاب غير عليّ لا يخلّ ذلك بإمامة علي أصلاً.
و من هنا قالت الشيعة بالتنصيب دون الشورىٰ أو البيعة أو الإجماع كما عليه النظرية السنية.
و هذا أمر معقول جداً حتىٰ لو اغمضنا الطرف عن النصوص و الأدلة النقلية التي تذكر في هذا المجال. و الكلام في هذا المورد له