8
يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ
وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ».
و قد جاء في الأثر أنّ جماعة من أهل الكتاب سألوا النبي صلى الله عليه و آله و قالوا:انسب لنا ربّك،فنزلت سورة التوحيد 1.
فالعقيدة الإسلامية في هذا المجال واضحة المفاهيم،جليّة المعالم،لا يكسوها إبهام و لا يسترها لغز،فيخرج المسلم في مقام الوصف و تبيين العقيدة مرفوع الرأس،فللعقيدة براهينها الواضحة،التي يمكن أن يقف عليها كل من درسها.
و أمّا لو سُئل النصراني عن ذلك،فإنه يتلعثم في بيان عقيدته،فتارةً يقول:إنّه واحد و في الوقت نفسه ثلاثة،ثمّ يضيف أنه لا منافاة بين كون الشيء واحداً و كثيراً.
و من المعلوم أنّ هذه العقيدة بهذا الابهام و الاجمال لا تقبلها الطباع السليمة؛إذ كيف تُذْعِن بأنه سبحانه واحد لا نظير له و لا مثيل و لا ندّ،و لكنه مع ذلك له أنداد ثلاثة و أمثال متعدّدة،فهذه العقيدة تناقض أولها آخرَها و يردّ آخرُها أوّلها،فهو سبحانه إمّا واحد لا نظير له و إمّا كثير له أمثال.
و قِسْ على ذلك سائر المواضيع في العقيدة الإسلامية و قابِلْها مع ما تقول سائر الشرائع فيها،ترى تلك الصفة بنفسها في العقيدة الإسلامية و نقيضها في غيرها.
إنّ من العوامل التي ساعدت على سرعة انتشار الإسلام في مختلف الحضارات و تغلغلها بين الأوساط،اتصافها بسهولة العقيدة و يُسر التكليف.