17و كان يسكن المدينة ثمّ انتقل إلى الشام بعد قتل عثمان 1.
و لمّا سَمِحت الظروف لمثل هذا الكتابي أن يتحدّث بما تعلّم في حياته السابقة و منع من أراد التحدّث بحديث الرسول،لذا كان المجال خصباً لنشر الأساطير و العقائد الخرافية.
يقول الشهرستاني:وضع كثير من اليهود الذين اعتنقوا الإسلام أحاديثَ متعددة في مسائل التجسيم و التشبيه و كلها مستمدّة من التوراة 2.
و هذا هو المقدسي يتكلم عن وجود هذه العقائد بين عرب الجاهلية،يقول:و كان فيهم من كلّ ملة و دين،و كانت الزندقة و التعطيل في قريش،و المزدكية و المجوسية في تميم،و اليهودية و النصرانية في غسان،و عبادة الأوثان في سائرهم 3.
قال ابن خلدون:انّ العرب لم يكونوا أهلَ كتاب و لا علم و إنّما غلبت عليهم البداوة و الأُميّة،و إذا تشوّقوا إلى معرفة شيء ممّا تتوّق إليه النفوس البشرية في أسباب المكوَّنات و بدء الخليقة و أسرار الوجود فإنّما يسألون عنه أهلَ الكتاب قبلهم،و يستفيدونه منهم،و هم أهل التوراة من اليهود و من تبع دينهم من النصارى،مثل كعب الأحبار و وهب بن منبه و عبد اللّٰه بن سلام و أمثالهم،فامتلأت التفاسير من