29بالمناقب و إن كثرت،كما كان الصحابة المقطوع لهم بالجنَّة علىٰ غايةٍ من الخوف و المراقبة،و إلّا فلفظ«ذريَّة»لا يخصُّ بمَن خرج من بطنها في لسان العرب «وَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ دٰاوُدَ وَ سُلَيْمٰانَ» 1الآية، و بينه و بينهم قرونٌ كثيرةٌ،فلا يُريد بذلك مثل عليِّ الرِّضا مع فصاحته و معرفته لغة العرب،علىٰ أنَّ التقييد بالطائع يبطل خصوصيَّة ذريَّتها و محبِّيها،إلّا أن يُقال:للّٰه تعذيب الطائع، فالخصوصيَّة أن لا يعذِّبه اكراماً لها،و اللّٰه أعلم 2.
و أخرج الحافظ الدمشقي باسناده عن عليّ رضى الله عنه قال:
«قال رسول اللّٰه صلى الله عليه و سلم لفاطمة رضي اللّٰه عنها:يا فاطمة تدرين لِمَ سُمِّيتِ فاطمة؟قال عليٌّ رضى الله عنه:لِمَ سُمِّيت؟قال:إنَّ اللّٰه عزَّ و جلَّ قد فطمها و ذريّتها عن النار يوم القيامة» 3.
و قد رواه الإمام عليّ بن موسىٰ الرِّضا في مسنده و لفظه:
«إنَّ اللّٰه فطم ابنتي فاطمه و ولدها و مَن أحبّهم من النار» 4.
أ يرىٰ القصيميُّ بعدُ أنَّ الشيعة قد انفردوا بما لم يقله أعلام قومه؟أو رووا بحديث لم يروه حفّاظ مذهبه؟أو أتوا بما يُخالف