17طالب رضى الله عنه قال: «عليُّ مني كهارون من موسى، اللهمَّ وال مَن والاه، و عاد من عاداه، و انصر مَن نصره، و اخذل مَن خذله»، و للشيعة به تعلّق كبير. و قال الحازمي: و هو وادٍ بين مكّة و المدينة عند الجحفة [ به] غدير عنده خطب النبيُّ صلى الله عليه و سلم ، و هذا الوادي موصوفٌ بكثرة الوخامة و شدَّة الحرّ. انتهى 1.
و هذا الذي يذكره ابن خلكان من كبر تعلّق الشيعة بهذا اليوم هو الذي يعنيه المسعودي في التنبيه و الاشراف : 221 بعد ذكر حديث الغدير بقوله: و وُلد عليٍّ رضى الله عنه و شيعته يعظمون هذا اليوم.
و نحوه الثعالبي في ثمار القلوب - بعد أن عدَّ ليلة الغدير من الليالي المضافات المشهورة عند الأُمَّة - بقوله ص511: و هي الليلة التي خطب رسول اللّٰه صلى الله عليه و سلم في غدها بغدير خمّ على أقتاب الإبل، فقال في خطبته: «مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، اللهمّ والِ مَن والاه، و عادِ مَن عاداه، و انصر مَن نصره، و اخذل مَن خذله»، فالشيعة يعظِّمون هذه الليلة و يُحيونها قياماً. انتهى 2.
و ذلك [ ل] اعتقادهم وقوع النصِّ على الخلافة بلا فصل فيه، و هم و إن انفردوا عن غيرهم بهذه العقيدة، لكنّهم لم يبرحوا مشاطرين مع الأُمة التي لم تزل ليلة الغدير عندهم من الليالي