23الصحاح الستة وغيرها، لكن الخبر معارض بمثله.
فعلىٰ فرض صحة صدور هذا الحديث من النبيِّ فهو إنما كان في موت يهودي، ولما سمع النبي بكاءهم عليه قال: «انتم تبكون عليه وإنه ليعذب».
فالحديث كما رواه مسلم في صحيحه بسنده عن عائشة كما يلي:
عن هشام بن عروة عن أبيه، قال: ذكر عند عائشة قول ابن عمر الميت يعذب ببكاء أهله عليه، فقالت: رحم اللّٰه أبا عبد الرحمن سمع شيئاً فلم يحفظه، إنما مرت علىٰ رسول اللّٰه جنازة يهودي، وهم يبكون عليه، فقال: «أنتم تبكون وإنه ليعذب» 1.
لا شك في أن مقصود النبي صلى الله عليه و آله من قوله هذا، هو التنبّه علىٰ أن هذا اليهودي خاسر ومن أهل النار، ويعذب في قبره بسبب عمله وكفره بنبوة خاتم الأنبياء.
وأين هذا من عذاب المؤمن ببكاء أهله عليه؟
وفي رواية أخرىٰ عنها أيضاً لما سمعت قول ابن عمر: الميت يعذب ببكاء أهله عليه، فقالت: وَهِلَ إنما قال رسول اللّٰه (ص): إنه ليعذب بخطيئته أو بذنبه ... 2.